جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار» [1].
"وكان -صلى الله عليه وسلم- يكره التشبه بالكفار ويحب مخالفتهم وبذلك وردت سنته -صلى الله عليه وسلم-، وكأنه أراد - والله أعلم - أن يفصل دينه من دينهم، إذ هم أولياء الشيطان وحزبه فنهى عن الصلاة في تلك الأوقات" [2].
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا» [3]، وفي هذا الحديث التحذير من"التشبه بأفعال المنافقين الذين كانوا لا يأتون الصلاة إلا كسالى" [4].
وكان أهل الجاهلية يقفون بالمزدلفة، ولا يفيضون حتى تطلع الشمس، فخالفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأفاض قبل أن تطلع الشمس [5].
تاسعاً: النهي عن التشبه بالشيطان:
قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقعد الرجل بين الظل والشمس، وقد جاء أن الجلوس بين الشمس والظل هي جلسة الشيطان، فعن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نهى أن يجلس بين الضِحِ [6] والظِلِ، وقال: مجلس الشيطان» [7]. [1] سبق تخريجه: 263. [2] التمهيد: 4/ 11، وانظر: الاستذكار: 1/ 364. [3] صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التبكير بالعصر: 1/ 434 برقم (622). [4] الاستذكار: 1/ 376. [5] صحيح البخاري، كتاب الحج، باب: متى يدفع من جمع: 323 برقم (1684). [6] والضِّحُّ بالكسر: ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر: 3/ 75. [7] مسند الإمام أحمد: 24/ 174 برقم (15421)، وقال محققه: إسناده حسن، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/ 117 برقم (12927): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير وهو ثقة.