وقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن الشمس والقمر أنهما: «آيتان من آيات الله» [1]، أي علامتان دالتان على وحدانية الله وعظيم قدرته [2].
2 - صفة الرؤية والعلو:
من عقيدة أهل السنة والجماعة أن المؤمنين يرون الله تبارك وتعالى بأبصارهم يوم القيامة [3]، وأنهم يرونه -عز وجل- كما يرون الشمس والقمر صحواً ليس دونها سحاب، - من جهة العلو - فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هل تضارون [4] في القمر ليلة البدر؟. قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟. قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك» [5].
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: «أن ناساً في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم، قال: هل تضارون في رؤية الشمس [1] سبق تخريجه: 5. [2] فتح الباري: 2/ 528. [3] انظر: كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب -عز وجل- لأبي بكر بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: د. عبد العزيز الشهوان، دار الرشد، الرياض، ط 1: 1/ 254، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للألكائي، تحقيق: أحمد الحمدان، دار طيبة، الرياض: 3/ 387، 470، والحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني، تحقيق: محمد المدخلي ومحمد أبو رحيم، دار الراية، الرياض، ط 2: 2/ 117، 251.
(4) "وفي الرواية الأخرى هل تضامون؟، وروى تضارون بتشديد الراء وبتخفيفها والتاء مضمومة فيهما، ومعنى المشدد هل تضارون غيركم في حالة الرؤية بزحمة أو مخالفة في الرؤية أو غيرها لخفائه كما تفعلون أول ليلة من الشهر، ومعنى المخفف هل يلحقكم في رؤيته ضير وهو الضرر، وروى أيضا تضامون بتشديد الميم وتخفيفها، فمن شددها فتح التاء ومن خففها ضم التاء، ومعنى المشدد هل تتضامون وتتلطفون في التوصل إلى رؤيته، ومعنى المخفف هل يلحقكم ضيم وهو المشقة والتعب". شرح النووي على مسلم: 3/ 18. [5] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ: 1416 برقم (7437).