الدلائل العقدية للآية الكونية - الشمس-:
الشمس آية كبرى ودلالة عظمى من آيات الله تعالى، وشروقها وغروبها بنظام لا تحيد عنه منذ خلقها الله -عز وجل- دليل على قدرة الله وعلمه وحكمته.
ولما ذكر ابن القيم -رحمه الله- فصولاً متعلقة بالكواكب والشمس وما فيها من الحكم والمنافع، وأن الله -عز وجل- " لم يقسم بشيء من مخلوقاته أكثر من السماء والنجوم والشمس والقمر" [1].
قال: "وهل هذا إلا صنع من بهرت العقول حكمته، وشهدت مصنوعاته ومبتدعاته بأنه الخالق البارئ المصور الذي ليس كمثله شيء، أحسن كل شيء خلقه، وأتقن كل ما صنعه، وأنه العليم الحكيم، الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأن هذه إحدى آياته الدالة عليه، وعجائب مصنوعاته الموصلة للأفكار إذا سافرت فيها إليه، وأنه خلق مسخر مربوب مدبر".
ثم قال: " فهذا الترتيب والنظام الذي هي عليه من أدل الدلائل على وجود الخالق وقدرته وإرادته وعلمه وحكمته ووحدانيته" [2].
أولاً: وجود الله:
أخبر الله -عز وجل- عن محاجة إبراهيم -عليه السلام- للنمرود في وجود الله، وكان النمرود ينكر وجود الله -عز وجل-، وأن يكون ثم إله غيره، وأنه يحي ويميت، فاستدل إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله، وأنه المالك المتصرف المستحق للعبادة وحده - بعد الاستدلال بأن الله يحي ويميت- بقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ [1] مفتاح دار السعادة: 1/ 303 - 304. [2] المرجع السابق: 1/ 326.