السماء» فإطلاق مثل هذه العبارات يجب على الإنسان التوقف فيها، وأن يقال: الأفضل أن تضيفوا الشيء إلى من هو له حقيقة؛ لأن مجرد السماء ليس فيها هداية وليس فيها نور وإنما هو نور الله -عز وجل- وهداية الله" [1].
4 - كراهة النظر إلى السماء:
زعماً منهم أن ذلك يدل على تحيز الله -عز وجل-، وأن" هذا الأدب مطلوب من كل الناس، وإن كان الحق تعالى لا يتحيز ولا تأخذه الجهات" [2]، وزعم بعض الزهاد أنه لا ينبغي النظر إلى السماء تخشعاً وتذلاً [3].
وقد استدلوا بنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رفع البصر في الصلاة [4]، فقالوا: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه في الصلاة، ونهي الرسول عليه الصلاة والسلام رفع البصر إلى السماء يدل على أن القرب من الله ليس بالتوجه إلى السماء, وهذا يدل على عدم التحيز والمكان, فلو كان الله في السماء لكان أولى التوجه في البصر إلى حيث الله، ولما نهى الرسول عن ذلك ... دل على عدم تحيز الله ووجوده في مكان» [5].
وقد وردت السنة الصحيحة برد ذلك، وقد بوب البخاري -رحمه الله- في صحيحه بقوله: باب رفع البصر إلى السماء [6]، وذكر بعض الأحاديث والتي فيها رفع النبي بصره إلى السماء، وفي هذا رد على من كره ذلك [7]. [1] لقاء الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين، دار الوطن، الرياض: 81/ 29. [2] العهود المحمدية لعبد الوهاب الشعراني: 688. [3] شرح صحيح البخاري لابن بطال، تحقيق: ياسر إبراهيم، مكتبة الرشد: 9/ 360، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، ضبطه: عبد الله محمود عمر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1: 22/ 343. [4] صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب النهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة: 2/ 29 برقم (994، 995). [5] سليم الحشيم، منتدى الأصلين - على شبكة الانترنت (وهو منتدى أشعري).
http: //www.aslein.net/showthread.php? - رحمه الله- =8172. [6] انظر: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب رفع البصر إلى السماء: 1196، برقم (6214، 6215). [7] انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال: 9/ 361، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري: 22/ 343.