ومن المخالفات أيضاً اعتقادهم أن بكاء السماء ناتج عن ولادة الكون، كما يقوله البروفيسور ويتل في خبر علمي: "يمكننا سماع البكاء الناتج عن ولادة الكون" [1].
ثم يقول صاحب الكتاب: "وهذا الخبر العلمي يعطي إمكانية حدوث الصوت والبكاء وغير ذلك مما لم نكن نفهمه من قبل. وهذا يؤكد أن كل كلمة في القرآن هي الحق، بل لماذا لا يكون هذا الصوت الكوني هو امتثال لأمر الله تعالى؟ " [2].
والصواب أنها تبكي بكاء حقيقيا إذ لا استحالة في ذلك، وإذا كانت السماوات والأرض تسبح وتسمع وتتكلم فكذلك تبكي، مع ما جاء من الخبر في ذلك [3].
وقال مجاهد -رحمه الله-: إن السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحا. قال أبو يحيى: فعجبت من قوله فقال: أتعجب! وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل!. وقال علي وابن عباس -رضي الله عنهما-: إنه يبكي عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء [4].
عاشراً: إنكار معرفة ارتفاع السماء عن الأرض:
ومن المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية إنكار معرفة ارتفاع السماء عن الأرض، "فلم يعرف الإنسان مقدار ارتفاع السماء إلا بعد كشف العلم عن مواقع بعض النجوم، فعرفنا أن السماء مرتفعة، وليست قريبة كما يظن النظر المجرد" [5].
وهذا مخالف لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أخبر فيه أن ارتفاع السماء مسيرة خمسمائة سنة، فعن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هل تدرون كم بين السماء [1] نقلا عن: أسرار الكون بين العلم والقرآن: 31. [2] المرجع السابق: 31. [3] تفسير القرطبي: 16/ 139 - 141. [4] تفسير ابن كثير: 7/ 253 - 254. [5] توحيد الخالق: 280.