يتبين لنا مما سبق أن المراد بالآيات الكونية: أنها المنسوبة إلى الكون الذي هو الخلق الذي كونه الله تعالى فكان، وذلك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من سائر المخلوقات [1]، فكل المخلوقات ذواتها، وصفاتها، وأحوالها من الآيات الكونية [2].
وهي العجائب - أي السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما- التي في الكون، ويسميها الله سبحانه آيات [3]، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [4]، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [5].
وهذه الآيات الكونية هي مناط الاستدلال العقلي على وجود الإله [6]، وعلى أن خالقها هو الرب المعبود وحده [7]، وعلى ما له من حكمة، ورحمة، وقدرة ... [8].
والعلم الذي يعنى بدراسة الآيات الكونية الآن يسمى: علم الكونيات، وهو دراسة تركيب الكون وتطوره وحركته في علم الفلك والفيزياء الفلكية. وهذه الدراسة تحاول أن تشرح كيفية نشوء الكون، وماذا حدث له في الماضي وماذا يمكن أن يحدث له في المستقبل [9]. [1] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير لأبي بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم، المدينة، ط1: 1/ 141. [2] تفسير القرآن الكريم، سورة البقرة للشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين، دار ابن الجوزي، الدمام، ط1: 2/ 360. [3] تفسير الشعراوي: 10/ 5596. [4] فصلت: 37. [5] الروم: 21. [6] المرجع السابق: 1/ 4033، وانظر: النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: د. عبد العزيز الطويان، دار أضواء السلف، الرياض، ط1: 2/ 777. [7] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 7/ 339. [8] تفسير القرآن الكريم، سورة البقرة لابن عثيمين: 2/ 360. [9] الموسوعة العربية العالمية: 20/ 315 - 316.