ثم قال: «وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض». قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» [1].
عاشراً: الإيمان بالقدر:
القدر أربعة مراتب: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق [2]. وأخبر الله -عز وجل- أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وأن عرشه كان على الماء قبل ذلك، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [3].
وأنه قدر المقادير وكتبها قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء» [4].
كما بين سبحانه أن الأمور لا تقع إلا بإذنه ومشيته ومن ذلك وقوع السماء على الأرض فقال تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} ([5]) "أي لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض، فهلك من فيها، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" [6].
ولما يذكر الله -عز وجل- خلق السماوات والأرض وأنه هو المتصرف فيها يبين"أنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ولا مانع لما أعطى، ولا [1] صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات: 6/ 37 برقم (4987). [2] انظر: العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: أشرف عبد المقصود، دار أضواء السلف، الرياض، ط1: 105. [3] هود: 7. [4] سبق تخريجه: 203. [5] الحج: 65. [6] تفسير ابن كثير: 5/ 451، وانظر: تفسير القرطبي: 12/ 93.