بها- على ملاء من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى به إلى السماء السابعة» [1].
وأن الملائكة شهداء الله في السماء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «مروا بجنازة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأثنوا عليها خيراً، فقال: النبي -صلى الله عليه وسلم- وجبت، ثم مروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شراً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وجبت، قالوا: يا رسول الله، قولك الأولى والأخرى: وجبت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض» [2].
سابعاً: الإيمان بالكتب:
أخبر الله -عز وجل- عن نزول الكتب من السماء فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [3]، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [4]، بل إن أهل الكتاب كانوا يعلمون ذلك، وقد طلبوا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن ينزل عليهم كتاباً من السماء كما نزلت التوراة على موسى -عليه السلام- مكتوبة، قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} [5]، فدل هذا على معرفة أهل الكتاب بأن الكتب تنزل من عند الله من السماء [6]. [1] سبق تخريجه: 213. [2] سنن النسائي، كتاب الجنائز، باب الثناء: 219 برقم (1933)، وأصله في الصحيحين، وصححه الألباني في أحكام الجنائز وبدعها، دار المكتب الإسلامي، بيروت، ط 4: 44. [3] البقرة: 176. [4] النساء: 105، الزمر: 2. [5] النساء: 153. [6] انظر تفسير القرطبي: 6/ 6، وتفسير ابن كثير: 2/ 446.