عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، فقالوا: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [1] فأنزل الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [2] وإنما أوحي إليه قول الجن" [3].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً» [4].
ولما سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت للسائل: «ألست تقرأ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله -عز وجل- افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة»} [5].
وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أن الأمانة نزلت من السماء في [1] الأحقاف: 31. [2] الجن: 1 - 2. [3] صحيح البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر: 159 برقم (733)، وصحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن: 1/ 331 برقم (449). [4] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- إلى اليمن قبل حجة الوداع: 821، برقم (4351). [5] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض: 1/ 512 برقم (746).