منه، فقير إليه، وهو الغني عما سواه" [1].
وأخبر الله -عز وجل- عن كمال غناه، وأنه غني عن إيمان الطائعين، ولا يضره كفر الكافرين، وأن له ملك السماوات والأرض [2]، فقال تعالى: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} [3].
وقال تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} ([4]) "فهو الغني عما سواه، فكل شيء خلقه وملكه، وكل شيء فقير إليه" [5].
8 - صفة الرحمة:
لما أخبر الله تعالى أنه المالك للسماوات والأرض ومن فيهن، وهو الغني عن خلقه بين أنه كتب على نفسه الرحمة، فقال تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [6].
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له» [7]. ففي الحديث أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويستجيب [1] تفسير الطبري: 20/ 162 - 163، وانظر: تفسير ابن كثير: 6/ 271. [2] انظر: تفسير القرطبي: 5/ 409، وتفسير ابن كثير: 2/ 431. [3] النساء: 131. [4] لقمان: 26. [5] تفسير ابن كثير: 6/ 348، وانظر: تفسير ابن سعدي: 651. [6] الأنعام: 12. [7] صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه: 1/ 521 برقم (758).