النوع الأول: مصادر باطلة قطعاً، وما توصل إليه فهو باطل، ومن ذلك ما تحصل معرفته عن طريق التنجيم والكهانة والشعوذة ونحوها [1].
النوع الثاني: مصادر ظنية، كالرؤى والمنامات، وما عند أهل الكتاب من أخبار مما لم يأت في ديننا ما يدل على بطلانه، وكالدراسات القائمة على الاجتهاد والنظر في سنن الله الكونية.
النوع الثالث: المصدر الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وقد ورد في القرآن والسنة الإخبار عن بعض الأمور الغيبية المستقبلية [2] التي تحدث لبعض الآيات الكونية في آخر الزمان مما يكون من علامات الساعة، وعند قيامها، مما يستحيل تفسيره مهما تقدمت العلوم وتطورت، ومهما أكتُشف من حقائق الكون [3].
كما لا يمكن إخضاعه للتجربة، وهو أمر لا يتكرر، ولا يستطيع أحد أن يدخله في مفردات العلوم الطبيعية والكونية، وهو مما حجب الله تعالى علمه؛ لحكمة يعلمها [4].
ولهذا لا يجوز لنا أن ندخل في هذه الأمور وتفاصيلها إلا بما جاء في الكتاب والسنة [5].
وبعض ما يذكر من الدراسات ينبغي أن لا يجزم به وبتفاصيله لئلا يخالف المقطوع به من عدم إدراك الغيب، ويمكن الاستفادة منه وفق ضوابط شرعية [6]. [1] انظر: مجموع الفتاوى: 4/ 83. [2] انظر: البداية والنهاية: 19/ 28، 255، 269، 380 - 400، وقيام الساعة كما يرأها العلم الحديث لعمر بن محمود الراوي، دار وحي القلم، دمشق، ط1: 5 - 10. [3] انظر: كبرى اليقينيات الكونية: 301، والفلك وعلاقته بالعقيدة في الكتاب والسنة لعبد الله بن محمد الأنصاري، بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة: 435. [4] انظر: مفتاح دار السعادة: 1/ 425. [5] انظر: لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد: 21، وعالم الغيب والشهادة لعثمان جمعة ضميرية، دار السوادي، جدة، ط1: 58، 112. [6] انظر: من معالم المنهجية الإسلامية للدراسات المستقبلية: 65.