حَمِيدٍ [1]، وهذا العلم المزعوم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس [2].
رابعاً: زعم بعضهم بأن ما ذكر في القرآن من حجج أنه غير كاف، وأنه إنما يصلح للأميين والأعراب، أما مع تقدم العلم العصري فإنه لا بد من حجج أخرى تدل الناس في عصر العلم إلى الإيمان [3]، مع التركيز على أن الإعجاز العلمي والتفسير العلمي هما الوسيلة المقنعة للدعوة إلى الإسلام، وأن الوسائل الأخرى لم تعد تحرك في الناس ساكناً؛ لأننا في عصر العلم! [4].
وفي المقابل جعل بعضهم الآيات الكونية في القرآن والسنة مثار شبهات وتأويلات كثيرة في روايتها، وفي صحتها، وفي دلالتها، وأن هذه الآيات الكونية لم تكن لإقامة الحجة على نبوة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- [5]، وإنكارهم لتلك الآيات وأن الأنبياء لا يأتون بغير المعقول! ولا بما يبدل سنة الله ونظامه في الكون [6].
خامساً: حصر دلالة المراد بالآيات الكونية على وجود الله، وتوحيد الربوبية، وإثبات النبوة والبعث، مع عدم ذكرهم أو نسيانهم لتوحيد الألوهية ومسائل التوحيد والإيمان الأخرى، مع أن هذه الآيات الكونية والاكتشافات التفصيلية المتعلقة بها دالة على توحيد الربوبية ولو لم [1] فصلت: 42. [2] الإعجاز العلمي في القرآن: 7، ونقض النظريات الكونية: 71. [3] انظر: المعجزة العلمية في القرآن والسنة: 11، 18، وأصول التفسير وقواعده لخالد بن عبد الرحمن العك، دار النفائس، بيروت ط2: 255، ومنهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والربوبية: 290، والإعجاز العلمي في القرآن: 13، 41. [4] انظر: قضية الإعجاز العلمي بين المؤيد والمعارض: 50، 77. [5] انظر: الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا، المكتب الإسلامي، بيروت، ط10: 72، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا، مطبعة المنار، مصر، ط1: 11/ 155، ورسالة التوحيد لمحمد عبده: 5 - 6، ومنهج المدرسة العقلية في التفسير: 549 - 550. [6] انظر: التفسير والمفسرون: 3/ 201، تفسير القرآن الكريم - سورة البقرة لابن عثيمين: 3/ 294، وكبرى اليقينيات الكونية لمحمد بن سعيد البوطي، دار الفكر، بيروت، دمشق، 27: 221.