المطلب الثالث: موافقة الحقائق العلمية للقرآن والسنة
القرآن كلام الله والكون خلق الله، ولا يمكن أن يتعارض كلامه وخلقه، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [1].
هذا ما يجب على كل مسلم أن يعتقده ويدين به، حتى يسلم له دينه، ولا يرتاب فيه، وأن لا يحمل القرآن كل نظرية علمية [2].
ولذا فلابد من هذه القاعدة الأصلية الراسخة وهي أنه لا" يكون في القرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية ثابتة إلا إذا أخطا الناس في فهم الآية القرآنية أو جهلوا الحقيقة العلمية؛ لأنه لا تعارض بين القرآن والعلم مطلقاً" [3].
وكل ما يقال فيه أنه مخالف للحقائق العلمية فإنه لا يعدو أحد الاحتمالات التالية:
1 - إما أن يكون الذي نسب إلى العلم لم يصل إلى مرحلة العلم المقطوع به، كالنظريات التي لم تتأكد بعد، أو التي لا سبيل إلى إثباتها بأدلة علمية يقينية.
2 - وإما أن يكون النص غير صحيح.
3 - وإما أن يكون الفهم الذي فهم منه النص فهم خاطئ، أو حمل عباراته على اصطلاحات لفظية حادثة [4].
أما أن يكون النص قطعي الثبوت، وقطعي الدلالة، ثم يخالف الحقيقة والواقع فهذا غير موجود حتما، وليس من الممكن أن يوجد قطعاً [5]. [1] الأعراف: 54. [2] انظر: التفسير والمفسرون: 2/ 492. [3] الآيات الكونية في ضوء العلم الحديث: 37. [4] انظر: البراهين العلمية على صحة العقيدة الإسلامية لعبد المجيد العرجاوي، دار وحي القلم، دمشق، ط1: 20. [5] انظر: صراع مع الملاحدة حتى العظم لعبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني، دار القلم، دمشق، ط4: 24 - 25، 29 - 30، والبراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله لعبد الرحمن بن سعدي، تحقيق: باسل بن سعود الرشود، دار ابن الجوزي، الدمام، ط1: 57، 63، وهذا هو الإسلام لمحمد متولي الشعراوي، الدار المصرية للنشر، 1987: 204، والإعجاز العلمي في القرآن: 36، وكتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم - دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة لموريس بوكاي، دار المعارف، لبنان، ط4: 144، والآيات الكونية في ضوء العلم الحديث: 47، وأثر التدريس بالآيات القرآنية الكونية على التحصيل الدراسي لتدريس وحدة بمادة العلوم للصف الثاني متوسط لمحمد بن أحمد الغامدي، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير من كلية التربية، قسم المناهج وطرق التدريس، بجامعة أم القرى بمكة: 56.