responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 111
من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» [1]، إلى غير ذلك.

ثالثاً: التنبيه على المخالفات العقدية عند حدوث التغيرات الكونية:
كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الواضح التنبيه على المخالفات العقدية خصوصاً عند وجود مناسبة لذلك، فلما كسفت الشمس في اليوم الذي توفي فيه ابنه إبراهيم، وكان من الاعتقادات في الجاهلية أن كسوف الشمس أو القمر يحصل عند موت عظيم أو حياته وربط بعض الصحابة هذه الآية بحالة الوفاة، قطع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الاعتقاد من أصله، فقال: «الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا» [2].

رابعاً: الأمر بالتوجه والتعلق بالله -عز وجل- عند حدوث تغيرات كونية.
فعند حصول أي تغير في هذه الآيات الكونية نجد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحث أمته على التوجه إلى الخالق والتعلق به، مع بيانه أن هذه الآيات مربوبة مخلوقة يتصرف الله فيها كيف يشاء.
ففي أحاديث الكسوف يأمر -صلى الله عليه وسلم- بالإسراع إلى الصلاة والتوجه إلى الله سبحانه، وأن الجرمين السماويين الذي ينتج عنهم أثر الخسوف والكسوف ما هي إلا مأمورة بأمر خالقها تؤدي ما وجب عليها من فعل وليس لها تأثير في حياة أو موت وإنما المحي والمميت هو خالقها سبحانه، ولذلك جاء في الحديث السابق: «فإذا رأيتم - يعني الكسوف- فصلوا وادعوا الله».

خامساً: الخوف والوجل من الله -عز وجل- عند حدوث التغييرات الكونية.
فقد كانت حاله -صلى الله عليه وسلم- بخلاف حال الناس، من الخوف من الله حتى يعرف ذلك من فعله وحاله، فلما كسفت الشمس قام فزعاً يخشى أن تكون الساعة [3].
وعن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا حتى أرى

[1] صحيح البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر: 122 برقم (534، 537).
[2] صحيح البخاري، كتاب الكسوف، باب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا حياته: 211 برقم (1057).
[3] صحيح البخاري، كتاب الكسوف، باب الذكر في الكسوف: 211 برقم (1059).
اسم الکتاب : الآيات الكونية دراسة عقدية المؤلف : الوعلان، عبد المجيد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست