responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 405
المذهب الثاني: أنَّ القرآن سماها يثرب باعتبار ما كان معروفاً في الجاهلية، ونَهْيُ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعد ذلك.
وهذا تأويل الحافظ ابن عبد البر، حيث قال: "في هذا الحديث دليلٌ على كراهية تسمية المدينة بيثرب، على ما كانت تُسمى في الجاهلية، وأما القرآن فنزل بذكر يثرب على ما كانوا يعرفون في جاهليتهم، ولعل تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها بطيبة كان بعد ذلك". اهـ (1)
فائدة:
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الوارد في المسألة ـ والذي يَدُلُّ بظاهره على كراهة تسمية المدينة بيثرب ـ جاء في الصحيح ما يَدُلُّ على خلافه، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ". (2)
وللعلماء في الجواب عن هذا الحديث ثلاثة مذاهب:
الأول: أنَّ هذا كان قبل النهي.
وهذا جواب: القاضي عياض، والحافظ ابن حجر، والزرقاني. (3)
الثاني: أنَّ هذا لبيان أنَّ النَّهْيَ للتنزيه لا للتحريم.
وهذا جواب العيني. (4)
الثالث: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سمَّاها يثرب باعتبار من لا يعرفها إلا بهذا الاسم، ولهذا جمع بينه وبين اسمه الشرعي فقال: المدينة يثرب.
وهذا المذهب حكاه النووي في شرح مسلم. (5)

(1) التمهيد، لابن عبد البر (23/ 171).
(2) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المناقب، حديث (3622)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الرؤيا، حديث (2272).
(3) انظر على الترتيب: إكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض (7/ 230)، وفتح الباري، لابن حجر (7/ 269)، وشرح الزرقاني على موطأ مالك (4/ 276).
(4) عمدة القاري، للعيني (16/ 153).
(5) (15/ 46).
اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست