responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 150
حياته - صلى الله عليه وسلم -، بل هذا مما أراد الله تعالى به إعلاء منزلة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ أشد الناس بلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ([1]
وأخبر بأن الله إذا أحب عبداً أصاب منه [2]، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - هو حبيب الرحمن وخليله، وهذه المحبة والخلة تستدعي أن يُبتلى كما أخبر، وإذ الأمر كذلك فإنَّ ما أصيب به - صلى الله عليه وسلم - هو مما أراد الله تعالى به إكرامه وتكميل مراتب الفضل له.
ومما يدل على أنَّ المراد بـ"العصمة" في الآية العصمة من القتل فقط:
1 - قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمرأة التي وضعت له السم: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَيَّ" [3]، فهذا يدل على أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فهم من الآية أنَّ الله قد عصمه من القتل فقط.
2 - ويدل عليه أيضاً أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تعرض لمحاولات قتل كثيرة، فعصمه الله تعالى كما وعده، ولم يستطع أحد أن يناله بشيء. (4)

[1] عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ مِنْ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ؛ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيدَ فِي بَلَائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ".
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 172)، حديث (1481)، والترمذي في سننه، في كتاب الزهد، حديث (2398)، وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجة في سننه، في كتاب الفتن، حديث (4023)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1/ 230)، حديث (992).
[2] عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ".
أخرجه الترمذي في سننه، في كتاب الزهد، حديث (2396)، وابن ماجة في سننه، في كتاب الفتن، حديث (4031). وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2/ 424)، حديث (2110).
[3] عن أنس - رضي الله عنه -: "أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ. قَالَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ. قَالَ: أَوْ قَالَ: عَلَيَّ. قَالَ: قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ".
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الهبة، حديث (2617)، ومسلم في صحيحه، في كتاب السلام، حديث (2190)، واللفظ لمسلم.
(4) هناك عدة وقائع تعرض فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - لمحاولة القتل، وسأكتفي بذكر واحدة منها: =
اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست