اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 132
الدنيا، وأما العذاب في الآخرة فهو لمن سَلِمَ في الدنيا ولم يُقَمْ عليه الحد.
ذكره ابن عطية احتمالاً آخر في الجمع [1]، وتبعه أبو عبد الله القرطبي، وابن جزي، وأبو حيان، وابن عاشور. (2)
واعتُرِضَ: بأنه لو كان هذا المعنى هو المراد في الآية، لاستعمل حرف "أو" الذي يفيد التنويع، فيكون معنى الآية: (لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا أو عَذَابٌ عَظِيمٌ فِي الآخِرَةِ).
المذهب الخامس: أنَّ حديث عبادة - رضي الله عنه - محمول على حقوق الله تعالى؛ فإن الحد يكفرها، وأما حقوق العباد فلا يكفرها مجرد الحد، بل لا بد معه من التوبة، وإلا فالعذاب في الآخرة.
ذكر هذا المذهب: الآلوسي، ونسبه للنووي. (3)
واعتُرِضَ: بأن في حديث عبادة - رضي الله عنه - ما هو من حق الله تعالى، وحقوق المخلوقين؛ كالسرقة، ونحوها، ولم يفرق بينهما النبي - صلى الله عليه وسلم -.
المبحث الخامس: الترجيح:
الذي يَظْهُرُ صَوَابُه ـ والله تعالى أعلم ـ أنَّ آية الحرابة عامة في المسلمين وغيرهم، إلا أنَّ وعيد الآخرة المذكور فيها خاص فيمن نزلت فيهم الآية:
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "أَنَّ نَفَرًا - مِنْ عُكْلٍ، وَعُرَيْنَةَ [4] - تَكَلَّمُوا [1] المحرر الوجيز (2/ 185).
(2) انظر على الترتيب: تفسير القرطبي (6/ 103)، والتسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي (1/ 230)، وتفسير البحر المحيط، لأبي حيان (3/ 485)، والتحرير والتنوير، لابن عاشور (6/ 186).
(3) روح المعاني (6/ 397). [4] عُكْل: بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَإِسْكَان الْكَاف، قَبِيلَة مِنْ تَيْمِ الرَّبَاب، وعُرَيْنَة: بِالْعَيْنِ وَالرَّاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالنُّونِ مُصَغَّرًا، حَيٌّ مِنْ قُضَاعَة وَحَيٌّ مِنْ بَجِيلَة، وهُمَا قَبِيلَتَانِ مُتَغَايِرَتَانِ: عُكْلٌ مِنْ عَدْنَان، وعُرَيْنَةُ مِنْ قَحْطَانَ. انظر: فتح الباري، لابن حجر (1/ 402).
اسم الکتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم المؤلف : القصير، أحمد بن عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 132