اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 162
التي تنبَّأ بها، وقد وقع منها شيء كثيرٌ يدلُّ على صدقِه صلّى الله عليه وسلّم.
وأما النوع الذي ينحو إليه من يكتب في (الإعجاز العلمي في السُّنَّة النبوية) فحقيقةُ أغلبِه أنه إخبار الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأمر يطابق الواقع الذي كان بين يديه، وليس بأمر سيأتي بعده بعد حين.
ومن باب الفائدة أقول: إن كانت تفاصيل بعض ما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم غير مدرَكة للصحابة ـ كما يرى من عرَّف الإعجاز العلمي ـ فإن هذا لم يؤخِّر الصحابة ومن جاء بعدهم عن العمل بما ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وإدراكُ ذلك ـ على سبيل التفصيل ـ بطرق بشرية بحتة توصِل إلى صدق ما أخبر به الرسول صلّى الله عليه وسلّم = هو من دلائل نبوته صلّى الله عليه وسلّم بلا ريب، لكن لا يصلح أن يقال عنه: إنه (معجزة)، فهو لا يتناسب مع تعريف المعجزة التي عرَّفها به العلماء على اختلافهم في تعريفاتهم لها.
تنبيه:
إن مما لا يخفى أن قضية الإخبار بالغيب قد تحصل لغير النبيِّ، لكن الفرق بين النبي ومدَّعي النبوة أن أخبار الأول كلها صادقة، أما الثاني فالأصل في أخباره الكذب، ولا يصدق منها إلا القليل جدّاً، وقد أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم عن استراق الجنِّ لأخبار السماء، ولزيادتهم فيها حتى يكون الخبر الواحد معه مائة كذبة.
• ويمكن القول بأن تميُّز الرسول صلّى الله عليه وسلّم في المعجزات والأحوال تميزٌ تامٌّ، بخلاف الإخبار بالغيب، إذ قد يقع فيه مشاركة من جهة، لكن ـ كما سبق ـ شتان بين الإخبار النبوي عن الغيوب وإخبار الدجالين عنها.
أما أن يرد في أخباره صلّى الله عليه وسلّم خبر مجمل في قضية ما، ثم يأتي العِلمُ المعاصر مصدِّقاً لما قال، فهذا لا خلاف في وقوعه، بل هو الأصل عندنا نحن المسلمين؛ لأن كلام نبينا صلّى الله عليه وسلّم حقٌّ، لكن أين مجال السبق هنا؟
اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 162