اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 159
المقالة الخامسة
هل يصح أن ينسب الإعجاز للسُّنَّة؟ (1)
إن أزمة المصطلحات لا تكاد تنفك عن علم من العلوم، ونحن بحاجة إلى النظر فيها لتحرير محلِّ النِّزاع، أو لما قد يترتب عليها من معلومات فيها خلل، لذا فإن ما يقال: إنه لا مشاحة في الاصطلاح = فإنه ليس على إطلاقه، نعم، لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان لا يغيِّر حقائق الأمور، ولا يترتب عليه معلومات علمية خاطئة.
وهنا مصطلح معاصر حادث، وهو (الإعجاز العلمي في السُّنَّة النبوية)، فهل يصح هذا الإطلاق؟
إذا رجعنا إلى تراثنا المتراكم عبر القرون، وجدنا علماءنا ـ رحمهم الله تعالى ـ قد كتبوا في هذا الأمر، لكن تحت مسمَّى (دلائل النبوة) أو (أعلام النبوة)، وهو أقلُّ في الاستعمال من (دلائل النبوة).
ويذكرون في كتبهم هذه أموراً:
الأول: معجزات نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
الثاني: أحواله الدالة على صدقه.
الثالث: إخباراته بالغيب، والإشارة إلى وقوع بعض ما أخبر به.
لذا فدلائل النبوة فيها المعجزات، وفيها غيرها مما يدل على صدق نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
وما دام هذا كان متحرِّراً عند علمائنا ـ رحمهم الله تعالى ـ فما
(1) مقال نُشر في ملتقى أهل التفسير.
اسم الکتاب : الإعجاز العلمي إلى أين المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 159