responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 245
ألفاظ أعجمية!! هذا المعنى يُرفض ولا يُقبل. هذه الألفاظ يقال: أنها في أصولها أعجمية، أما في استخدامها في القرآن فهي عربية، كيف؟ هذا ما ذكره أستاذنا الدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة، عندما وضح هذه المسألة بقوله: أما ما يدعيه البعض من وجود ألفاظ أعجمية في القرآن، فليس في القرآن لفظ أعجمي لا يعرفه العربي، أو لم يستعمله، وكيف يصح خلاف ذلك والقرآن يكذبه عندما يبين أنه نزَل بلسان عربي، فوضح أن الخلاف بأنه مَن ينفي وجود الأعجمي في القرآن، إنما يقصد الذي لا تعرفه العرب ولا تستعمله، ومن قال بوجوده فهو يقصد الذي عرفه العرب واستعملوه، حتى لَانَ وانقاد للسانهم.
وهكذا يكون الخلاف بين الفريقين لفظيًّا؛ لأنه توارد على محلين مختلفين، وهذا هو الإنصاف في هذه المسألة، وهذا مشاهد عندنا في استخدامنا وفي كلامنا، فإن كثيرًا من الكلام الذي نستخدمه يرجِع إلى كلمات أجنبية معروفة بالنسبة لنا والناس يفهمونها، فإذا ما قلت لأحد: مليون أو ملايين أو دولار، أو هذه الألفاظ، هو يفهم تليفون وغير ذلك، يفهم هذه الكلمة، وليست تسبب له عَناء في استخدامها.
ومن رحابت اللغة العربية أنها تستخدم الكلمات وتستوعب اللغات، فتدخل فيها وتسير معربةً بهذا الاستخدام، فهي في الأصل ليست عربية وفي الاستخدام عربية؛ لأن العرب يعرفونها ويستخدمونها في كلامهم، وأكبر دليل على ذلك أن هذه الألفاظ جرت على لغتهم وطريقتهم في الضبط والنطق، فنُوِّنت تنوينَ كلام العربي وأخذت مواقعَ الرفع والنصب والخفض، وغير ذلك من تصاريف اللغة وكلامهم.

اسم الکتاب : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست