اسم الکتاب : الاستيعاب في بيان الأسباب المؤلف : الهلالي، سليم بن عيد الجزء : 1 صفحة : 494
الشعر؛ قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث أو كما قال الرجل، وقالوا: ابنُ الأُبيرق قالها، قال: وكان أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإِسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافِطَةٌ من الشام من الدَّرمك؛ ابتاع الرجل منها فخصَّ بها نفسه، وأما العيال؛ فإنما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك فجعله في مشربة له، وفي المشربة سلاح ودرع وسيف، فَعُدِي عليه من تحت البيت؛ فنقبت المشربة، وأُخِذَ الطعام والسلاح، فلما أصبح؛ أتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي! إنه قد عُدي علينا في ليلتنا هذه؛ فنُقِبَتْ مشربتُنا، فذُهب بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحسسنا في الدار وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوفدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أُبيرق قالوا -ونحن نسأل في الدار-: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل؛ رجل منا له صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد؛ اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق؟ فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السَّرقة، قالوا: إليك عنها أيها الرجل؛ فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: يا ابن أخي! لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه؛ فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام؛ فلا حاجة لنا فيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سآمر في ذلك"، فلما سمع بنو أُبيرق؛ أتوا رجلاً منهم يقال له: أسير بن عروة فكلموه في ذلك، فاجتمع في ذلك ناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله! إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت، قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمته، فقال: "عمدت إلى أهل بيت ذُكِر منهم إسلام
اسم الکتاب : الاستيعاب في بيان الأسباب المؤلف : الهلالي، سليم بن عيد الجزء : 1 صفحة : 494