responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل    الجزء : 1  صفحة : 330
سماوية نازلة آثارها إلى الأرض يراعي المصالح تفضلا وإحسانا، وقيل: يدبر الأمر بإظهاره في اللوح فينزل به الملك.
أقول: من وحي التدبير وفي ظلال خلقه للسماوات والأرض وما بينهما، وفي الاستعلاء المطلق على هذا الخلق (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) يُطرح سؤال: أين الولي من دونه؟ أين الشفيع الخارج على سلطانه؟ ويأتي الجواب: لا أحد مخلوق عبثا ولا شيءَ متروك سُدى، إلا ويد التدبير ظاهرة في خلقه أفلا تتذكرون!.
كل شيء حيثما امتد البصر متقن الصنع، بديع التكوين، يتجلى فيه الإتقان والتدبير.
يرسم التعبير القرآني منظوراً شاملاً ضخماً من السماء إلى الأرض بكلمتين اثنتين: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يمنح المؤمن رصيدا ضخما من ذخائر الكمال والجمال ليتملى آيات الإحسان المنبثقة من جمال صَنُعة الخالق.
ويعرض صفة الألوهية في صفحة الوجود والهيمنة على الكون في أوجز وأعجز تعبير: - يدبر الأمر - ومجال تدبيره أوسع وأشمل من السماء والأرض.
هذا التدبير لامر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من خلائق، لا يعلمها إلا هو، يتضمن: (التنزيل)، و (التقدير)، و (التنسيق)، و (التفصيل)، و (التصريف)، و ... وما تتسع له العبارة ... ذلك هو اللَّه (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) وهذه صفات أُلوهيته: صفة الخلق، والتدبير، والقدير، والإحسان، والإنعام، والإتقان، و ... ولا يُدركُ قلب المؤمن هذه الآفاق إلا حين يستيقظ من ملالة الإلف والعادة، ويبصر بنور اللَّه جمال هذا الوجود وفق ما يريده له مبدعه، ووقتها يحس بالصلة بين المبدع وما أبدع، والمدبر وما صنع.

اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست