اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل الجزء : 1 صفحة : 211
العقيدة، ويسود منتصرا على قومه بقوة حجته ومعه من اللَّه ظهير. لقد سقطت حجتهم وعلت حجته - فـ (على) هذه والتي لا يتعدى بها فعل (آتى) كشفت عن التماس إبراهيم عليه السلام سبيل الحجج والبراهين في معركة الصراع مع الباطل، فجاء الإتيان - وهو هبة ومنحة - مكافأة له على اجتهاده ولولاها لبقي الإتيان بعيدا عن معنى التزويد والتسويد.
إنه التضمين بمائه وصقاله، وتلامح أنحائه، فمن أعرض عنه لجفاء طبع فيه فقد حُرِمَ لُطفَ شفافيته.
وألتمس الفَهم جَهدي به ... وأجعلُ ظني به مُحسِنا
* * *
قَالَ تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18).
فعل (أتى) يتعدى بنفسه كأن يقال: أتيتك أمس. كما يتعدى بـ (إلى) ومعناه الوصول إلى المطلوب: أتيت إلى المنزل. فإذا تعدى بـ (على) فقد توجه الإتيان بحرف الاستعلاء من فوق وأريد به قطع الوادي وبلوغ آخره كما قال الزمخشري وزاد أبو حيان قول ابن عطية: والظاهر أن سليمان وجنوده كانوا مشاة ولذلك تهيأ حطم النمل بنزولهم في الوادي. ويحتمل أنهم كانوا في الكرسي المحمول بالريح فأحست بنزولهم. وزاد الآلوسي على قولهما: أن الإتيان عليه بمعنى قطعه مجاز عن إرادة ذلك، وإلا لم يكن للتحذير من
اسم الکتاب : التضمين النحوي في القرآن الكريم المؤلف : محمد نديم فاضل الجزء : 1 صفحة : 211