اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 87
[3] - وقالَ: «كنتُ لا أدري ما فاطر السماوات؟ حتى أتاني أعرابيانِ يختصمانِ في بئرٍ، فقالَ أحدُهما: أنَا فطرتها؛ يعني: أنا ابتدأتها» [1].
وقد ورد هذا عن بعض أئمة اللُّغة، قال ابن الأعرابي (ت:231): «أنا أولُ من فطر هذا؛ أي: ابتدأه» [2].
4 - وعن مجاهد (ت:104) في قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: [2]] قال: «المكرُ، تقولُ العربُ ـ إذا أرادَ الرجلُ أن يمكرَ بصاحبِه ـ: أمَا واللهِ لأقدحنَّ لك» [3].
وقد ورد في بعض كتبِ اللُّغةِ قريبٌ من هذا، يقال: قدح في ساق أخيه: إذا غشَّهُ، وعَمِلَ في شيءٍ يكرهه [4]. كما ورد فيها: اقتدحَ الأمرَ: تدبَّرَهُ [5].
ولفظُ المكرِ فيه شيءٌ من معنى التَّدبرِ؛ إذ يشتركان في إعمال الفكر والتأمُّل، وإن كان المكرُ أخصَّ من التَّدبرِ.
5 - وقال عكرمة (ت:105) في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]: «إن العربَ إذا اشتدَّ القتالُ فيهم والحربُ، وعَظُمَ الأمرُ فيهم، قالوا لِشِدَّةِ ذلك: قد كشفتْ الحربُ عن ساقٍ، فذكرَ اللهُ شِدَّةَ ذلك اليوم بما يعرفون» [6]. [1] فضائل القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص:206) وقد سبق ذكر هذا الأثر، ينظر من هذا البحث (ص:80). [2] تهذيب اللغة (13:326)، وينظر في مادة (فطر): العين (7:418)، والصحاح، وديوان الأدب (2:111)، والمحكم، ولسان العرب، وتاج العروس. [3] الدر المنثور (8:602). [4] ينظر: مادة (قدح) في لسان العرب وتاج العروس. [5] ينظر: أساس البلاغة، مادة (قدح). [6] الدر المنثور (8:255). ويلاحظُ أنه قد وردت الروايةُ بهذا التفسير عن ابن عباس وتلاميذه، وهم قد حملوا الآية على هذا المعنى اللغويِّ، لأنه ـ والله أعلمُ ـ لم يَرِدْ =
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 87