اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 670
فذهبَ الشِّافعيُّ رحمه الله إلى أصلِ الكلامِ، وذهبَ المفسِّرونَ إلى المعنى الذي يتسبَّبُ منَ الأصلِ [1].
والمفسِّرون يفسِّرونَ كثيراً منَ الأشياءِ على المعنى، لا على الأصلِ؛ كقولِه تعالى: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [القصص:61]، قالوا: من المعذبينَ [2]؛ لَمَّا أُحضِروا للتَّعذيبِ» [3].
2 - في قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: 100]، قال ابن عطيَّة: «والمُراغمُ: المُتحوَّلُ والمذهبُ، كذا قالَ ابنُ عباسٍ، والضَّحَّاكُ، والرَّبيعُ [4]، وغيرُهم. ومنه قولُ النَّابغةِ الجعديِّ ([5]):
كَطَودٍ يُلاذُ بِأرْكَانِهِ ... عَزِيزِ المُرَاغَمِ والمَذْهَبِ
وقولُ الآخرِ ([6]):
إلَى بَلَدٍ غَيرُ دَانِي المَحَلِّ ... بَعِيدِ المُرَاغَمِ والمُضْطَرَبِ
وقال مجاهد: المراغم: المُتَزَحْزِحُ عمَّا يكره [7].
وقال ابنُ زيدٍ: المُراغَمُ: المُهاجِرُ [8]. [1] قول جمهور المفسرين أنَّ المراد: ذلك أقرب ألاَّ تجوروا ولا تميلوا. وهو قول: ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وإبراهيم، وأبي مالك، وقتادة، والربيع والسدي. ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (7:549 - 552). [2] الوارد عن السلف: أُحضِروها؛ أي: النار، والمحضرين في عذاب اللهِ، ولم أجد هذا النصَّ الذي ذكره، وهو تفسير على المعنى، وهو صحيحٌ، واللهُ أعلمُ. ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (20:97)، وتفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد الطيب (9:2999). [3] الرد على الانتقاد على الشافعي في اللغة (ص:107 - 108). [4] ينظر أقوالهم في تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (9:119 - 120). [5] البيت في ديوانه، ط: المكتب الإسلامي (ص:33). [6] البيت بلا نسبة في معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (2:96). [7] ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (9:120). [8] ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (9:120 - 121).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 670