لقدْ كانَ الاعتمادُ على اللُّغةِ، وإهمالُ الواردِ عن السَّلفِ من التَّفسيرِ اللُّغويِّ أحدَ أسبابِ مخالفةِ تفسيرِ السَّلفِ، وقدْ يكونُ القولُ مما لا تحتملُه الآيةُ مع قولِ السَّلفِ [2]، ومن ذلك:
ما وردَ في تفسيرِ السَّلوى من قولِهِ تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [البقرة:57]، فالسَّلوى: طَيرٌ، بإجماعٍ منْ مفسري السَّلفِ، وإن اختلفوا في صفته [3]. [1] تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (13:427 - 428). [2] من الأمثلة في هذا: تفسير أبي عبيدة لقوله تعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31]، مجاز القرآن (1:308 - 309)، وقد ردَّ عليه أبو عبيد القاسم بن سلام، ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (16:71).
وتفسيره لقوله تعالى: {وَفِيهِ يُعْصِرُونَ} [يوسف: 49]، مجاز القرآن (1:313 - 314)، وينظر تفسير الطبري، ط: الحلبي (16:131 - 132)، فقد ردَّ عليه.
وتفسيره لقوله: {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا} [الإسراء: 47]، مجاز القرآن (1:381 - 382)، وقد ردَّ ابن قتيبة عليه في كتابه غريب القرآن (ص:255 - 257).
وتفسير قوله تعالى: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34] على ما حكاه قطرب في الأضداد (ص:177)، وينظر الردَّ على هذا المعنى المحكي في أضداد ابن الأنباري (ص:323)، وقد سبق نقاش بعض هذه الأمثلة في هذا البحث. [3] ينظر: المحرر الوجيز (1:305). وقد وردت الرواية عن: ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة، من رواية السدي، وعن الشعبي، ومجاهد، وقتادة، والربيع بن أنس، ووهب، والسدي، وابن زيد. تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (2:96 - 97)، =
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 640