اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 538
ويستشهدون لصحَّةِ ما ذهبوا إليه ببيتٍ من الشعر، وهو:
قَدِ اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى العِرَاقِ ... مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْرَاقِ
وقالوا: استوى في هذا البيتِ: استولى.
وقد قال بهذا التفسير الجهمية [1]، والحرورية [2]، والمعتزلة [3]، وتبعهم عليه جملة من المتكلمين من متأخري الأشاعرة [4]، والرافضة، والزيدية، وغيرهم ممن تأثر بهم في هذا التفسير [5].
وقدْ سأل ابن أبي دؤاد المعتزليِّ (ت:240) [6] ابنَ الأعرابيِّ اللغويِّ (ت:231)، فقالَ: «أتعرفُ في اللُّغةِ استوى بمعنى: استولى؟
فقالَ: لا أعرفُ» [7].
كما وقعَ لابنِ الأعرابيِّ (ت:231) مناظرةٌ معَ رجلٍ سألَه: «ما معنى قولِ الله عزّ وجل: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: [5]]؟
فقالَ: هو على عرشِهِ كما أخبرَ.
فقالَ: يا أبا عبدِ اللهِ، ليسَ هذا معناه، إنما معناه: استولى.
= وقد ردَّ ابن القيم على هذه الانحرافات وغيرها في تأويل الاستواء، ينظر: مختصر الصواعق المرسلة (ص:320 - 326). [1] بيان تلبيس الجهمية (2:342)، نقلاً عن صاحب الحيدة. [2] ينظر: الإبانة عن أصول الديانة (ص:120). [3] ينظر مثلاً: قول البلخي من المعتزلة في بيان تلبيس الجهمية (2:335). [4] ينظر مثلاً: تفسير الرازي (22:7)، وغرائب القرآن (8:135). [5] ينظر مثلاً: تفسير الماتريدي (1:85)، وتفسير النسفي (2:114)، (3:185). [6] أحمد بن أبي دؤاد القاضي المعتزلي، رأس في فتنة خلق القرآن، كان فصيحاً مفوَّهاً، جواداً مُمَدَّحاً، أصيب في آخر عمره بالفالج، وغضب عليه المتوكل وصادر أمواله، توفي سنة (240)، شذرات الذهب (2:93). [7] أصول اعتقاد أهل السنة، للالكائي (1:399).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 538