اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 354
اختلافُ القراءةِ وتوجيهها في اللُّغةِ، فقال: «من قرأ: {مُتَّكَأً}، فهو الطعام. ومن قرأها: «مُتْكاً»، فخفَّفها [1]، فهو الأتْرُجُّ» [2].
وعلى هذا يمكنُ حملُ تفسيرِ منْ فسَّرَ المُتَّكأَ بالأترجِّ أنه أرادَ تفسيرَ هذه القراءةِ، ومن فسَّرَهُ بالطعامِ، أرادَ القراءةَ المتواترةَ.
ويكون في القراءةِ المتواترةِ وجهانِ من التَّفسيرِ:
الأول: أنَّ المُتَّكَأَ: ما يُتَّكَأُ عليه من الوسائدِ وغيرها. وهذا هو القول الذي نصرَه أبو عبيدة (ت:210)، والطبريُ (ت:310) [3]، وهو قول أهل اللغة [4].
الثاني: أنَّ المُتَّكَأَ: الطعام، وهو قول جمهور السَّلف.
والقول الثاني محكيٌ في اللُّغةِ، قال ابن قتيبة (ت:276): «{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31]؛ أي) طعاماً، يقال: اتَّكَانَا عندَ فلانٍ؛ أي: طَعِمْنَا.
وقال جميل ([5]):
فَظَلِلْنَا بِنِعْمَةٍ وَاتَّكَانَا ... وَشَرِبْنَا الحَلاَلَ مِنْ قِلَلِهْ [1] قال ابن جني: «وقرأ: {مُتْكاً} ساكنة التاء غير مهموزة ابن عباس وابن عمر والجحدري وقتادة والضحاك والكلبي وأبان بن تغلب، ورويت عن الأعمش». المحتسب (1:339)، وزاد ابن عطية مجاهداً، المحرر الوجيز، ط: قطر (7:492). [2] تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (16:72، 73)، وتفسير ابن أبي حاتم (7:2133). [3] تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (16:69، 70، 71). [4] ينظر: معاني القرآن، للنحاس (3:421)، ومادة (وكى، ومتك) في لسان العرب وتاج العروس. [5] جميل بن عبد الله القضاعي، المعروف بجميل بثينة، نُسِبَ إليها لحبِّه لها، وكثرةِ شعرِه فيها، وتوفي بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان سنة (82)، ينظر: معجم الشعراء المخضرمين والأمويين (ص:85)، ومعجم الشعراء (ص:57).
والبيت في ديوانه، تحقيق: إميل يعقوب (ص:189)، والقلل: جمع قُلَّةٍ، وهي إناء للعرب كالجَرَّةِ، وقيل غير ذلك. ينظر: لسان العرب، مادة (قلل).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 354