اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 325
* وقال: «قوله: {وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23]: نُضِّرتْ بنعيمِ الجنَّةِ، والنَّظرِ إلى ربِّها، قال الله عزّ وجل: {تَعْرِفُ فِي وَجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24]» [1].
* وقال: «وقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]؛ الحسنى: الجنَّةُ، و «زيادة» في التَّفسيرِ: النَّظرُ إلى وجه اللهِ ـ جلَّ وعزَّ ـ.
ويجوزُ أن تكونَ تضعيفَ الحسناتِ؛ لأنه قال جلَّ وعزَّ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160].
والقول في النَّظرِ إلى وجهِ اللهِ كثيرٌ في التَّفسيرِ، وهو مرويٌّ بالأسانيدِ الصِّحاحِ، لا يُشكُّ في ذلكَ» [2].
فهذه النُّقولُ تُظهِرُ بُعْدَه عن المعتزلةِ في أخصِّ المسائلِ التي اشتهروا بالقول بها، ولو تتبَّعتَ المسائلَ الأخرى التي للمعتزلةِ فيها رأيٌ، لوجدته يخالفُهم فيها [3].
كما أنَّ له كتاباً في تفسيرِ أسماءِ الله الحسنى [4]، ولا تجدُ فيه ما يوافقُ مذهب المعتزلةِ، فهو بريءٌ مما وصفه به أبو حيان (ت:745) عفا اللهُ عنه.
ومما وردَ له في تفسيرِ صفاتِ اللهِ، تفسيرُ لقوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]، على قراءة ضَمِّ التاء من «عجبتُ» [5]، قال: «ومن قرأ {عَجِبْتُ}، فهو إخبارٌ عن اللهِ. [1] معاني القرآن وإعرابه (5: 253). [2] معاني القرآن وإعرابه (3: 15). [3] ينظر مثلاً: قوله في زيادة الإيمان (1: 339، 340)، وردُّه قول الأخفش في معنى {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (1: 339)، وردُّه على من فسَّر {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي} بأنَّه أرني أمراً عظيماً (2: 374)، وإثباته حقيقةً كلام النار، في قوله تعالى: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (5: 47)، وإثباته تسبيح المخلوقات حقيقةً (5: 121)، وغيرها كثيرٌ، وسيأتي نقلُ بعضِ أقواله في هذه الآياتِ في المباحثِ القادمةِ، والله الموفق. [4] الكتاب مطبوع بتحقيق: أحمد يوسف الدقاق. [5] قرأ بضمِّ التاء: حمزة والكسائي، وقرأ الباقون بفتحها. ينظر: المبسوط في القراءات العشر، لابن مهران (ص:375).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 325