responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد    الجزء : 1  صفحة : 310
فجعل {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} يتعلقُ بقوله: {نُوحِي إِلَيْهِمْ}. ولو كان الكلام على ترتيبه في النظم، لكان قوله: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} متعلقاً بـ {لاَ تَعْلَمُونَ}، ويكون المعنى: إنْ كنتمْ لا تعلمونَ بالبيناتِ والزبرِ التي نزلتْ على رسولي فاسألوا أهلَ الذكرِ يخبروكم عنْ صِحَّتِهَا، وواضح هاهنا أنَّ بينَ المعنيينِ فرقاً، والله أعلم.
2 - أُسْلُوبُ الحَذْفِ وَالاخْتِصَارِ:
ومنْ ذلكَ أن تَحْذِفَ المضافَ وتقيمَ المضافَ إليه مقامَه، وتجعلَ الفعلَ له [1].
وقدْ ذكرَ الأخفشُ (ت:215) من ذلك قولَه تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا} [الكهف: 59]، قال: «يعني: أهلَها؛ كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]. ولم يَجِئْ بلفظِ القُرَى، ولكنْ أجرى اللَّفظَ على القومِ، وأجرى اللَّفظ في القريةِ عليها إلى قوله: {الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [يوسف: 82].
وقال: {أَهْلَكْنَاهَا}، ولم يقل: أهلكناهم، حملَه على القومِ؛ كما قال: وجاءت تميم، وجعلَ الفعلَ لبني تميمٍ، ولم يجعلْهُ لتميمٍ، ولو فعلَ ذلك لقالَ: جاءَ تميمٌ، وهذا لا يحسنُ في نحوِ هذا؛ لأنَّه قدْ أرادَ غيرَ تميمٍ في نحوِ هذا الموضعِ، فجعلَه اسماً، ولم يحتملْ إذا اعْتَلَّ أنْ يحذفَ ما قبلَه كلَّه، يعني: التاءَ من (جاءتْ) مع (بني) وتركَ الفعلَ على ما كان؛ ليدلَّ على أنَّه قدْ حذف شيئاً قبلَ تميمٍ» [2].
وهذا يعني أنَّ العذابَ نزلَ على القومِ لا على مجردِ المساكنِ، وأسلوبَ إيقاع الفعلِ على المضافِ إليه، وإرادةُ المضافِ، معروفٌ في لغةِ العربِ.

[1] ينظر هذا العنوان في: تأويل مشكل القرآن (ص:210)، ثم ينظر: الصاحبي في فقه اللغة (ص:337).
[2] معاني القرآن (2:431 - 432). وينظر أمثلة من أساليب الخطاب العربي عنده (1:52، 134، 137، 140، 142 - 144، 173، 189، 191، 192، 196، 230، 233 - 234، 260، 394)، (2:471، 478).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست