اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 225
والثقافُ في اللُّغةِ: ما تُشدُّ به القناةُ ونحوُها، ومنه قول الشاعرِ ([1]):
إنَّ قَنَاتِي لَنَبْعٌ مَا يُؤَيِّسُهَا ... عَضُّ الثِّقَافِ ولاَ دُهْنٌ ولاَ نَارُ
وقال آخر ([2]):
تَدْعُو قُعَيناً وَقَدْ عَضَّ الحَدِيدُ بِهَا ... عَضَّ الثِّقَافِ عَلَى صُمِّ الأنَابِيبِ» (3)
2 - وفي قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 71]، قال: «واستهوته: استفعلته، بمعنى: استدعت هواه وأمالته.
قال أبو عبيدة: ويحتمل هُوِيُّه وهو جِدُّه وركوب رأسه في النزوع إليهم [4].
والهُوِيُّ، من هَوَى يَهْوِي، يُستعملُ في السقوطِ من عُلوٍ إلى أسفلَ، ومنه بيت الشاعر ([5]): [1] لم أجده. [2] البيت للنابغة الذبياني، وهو في ديوانه، تحقيق: محمد الطاهر بن عاشور (ص:54)، وذكر الطاهر في شرحه: تدعو قعيناً؛ أي: تستعينُ ببني قعين، وهم من بطون أسد. عض الحديد بها؛ أي عضها حديد القيد. الثقاف: آلة من خشب أو حديد تسوى بها قنوات الرماح لإزالة كعوبها الناتئةِ. الأنابيب: جمع أنبوب، وهو كعب في العصا.
(3) المحرر الوجيز، ط: قطر (6:347). [4] الذي في مجاز القرآن (1:196): «وهو الحيران الذي يشبّه له الشياطين، فيتبعها، حتى يهوي في الأرض، فيضلَّ». وقد يكون النقل عن أبي عبيد القاسم بن سلام، إذ كثيراً ما يقع الخلط بينهما لتقارب كنيتيهما، مع أن أسلوب الكلام ليس من أساليب أبي عبيدة، إذ لا تجد له مثل هذا الأسلوب، وهو حكاية الاحتمال، أما عند أبي عبيد، فكثيرٌ، واللهُ أعلمُ. [5] لم أجده.
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 225