responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد    الجزء : 1  صفحة : 191
يَعْشُو عَشْوَا وَعُشُوًّا: إذا ضَعُفَ بصرُهُ وأظلمتْ عينُه كأنَّ عليهِ غشاوةً؛ كما قالَ الشاعرُ ([1]):
مَتَى تَاتِهِ تَعْشُو إلى ضَوءِ نَارِهِ ... تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وَنَاراً تَأَجَّجَا
يعني: متى تفتقرْ فتأتِهِ يُعِنْكَ.
وأمَّا إذا ذهب البصر ولم يُبصرْ، فإنَّه يقال فيه: عَشِيَ فلانٌ يَعْشَى عَشىً منقوصٌ، ومنه قول الأعشى ([2]):
رَأَتْ رَجُلاً غَائِبَ الوافِدَينِ ... مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أعْشى ضَرِيراً
يقال منه: رجلٌ أعشى وامرأة عشواء.
وإنما معنى الكلام: ومن لا ينظر في حجج الله بالإعراض منه عنه، إلاَّ نظراً ضعيفاً، كنظر من قد عَشِيَ بصرُه، نقيض له شيطاناً» [3].
وهذا النَّمط في كتابه كثيرٌ، وهو يُعَدُّ بهذا النَّمطِ الَّذي سلكه في التَّفسيرِ اللُّغويِّ من أصحاب المعاجم الذين دَوَّنوا ألفاظَ اللُّغةِ؛ كعَصْرِيِّه ابن دريد

[1] ورد البيت منسوباً للحطيئة في الكتاب، لسيبويه (1:445)، وغريب القرآن، لابن قتيبة (ص:398)، وهو في ديوانه (ص:81) كالآتي:
مَتَى تَاتِه تَعْشُوا إِلى ضَوءِ نَارِه
تَجِدْ خَيرَ نَارٍ، عِنْدَهَا خَيرُ مُوقِدِ
وعجز البيت الذي ذكره الطبري منسوب إلى عبيد الله بن الحُرِّ، والبيت بتمامه في الكتاب، لسيبويه (1:446):
مَتَى تَاتِنَا، تُلْمِمْ بِنَا فِي دِيارِنَا،
تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً، ونَاراً تَأجَّجا
ويظهر أنَّ الطبري ركَّبه من هذين البيتين، أو تكون روايته التي بلغته هكذا، والله أعلم.
ينظر: قول محقق تفسير الطبري، ط: الحلبي (25:72)، وينظر في البيتين ونسبهما: خزانة الأدب، للبغدادي تحقيق عبد السلام هارون (9: 90)
[2] البيت في ديوان الأعشى، تحقيق حنَّا نصر (ص:161)، وقال المحقق في معنى «غائب الوافدين»: فاقد بصر العينين.
[3] تفسير الطبري، ط: الحلبي (25:72 - 73).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست