اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 155
دلكت براح» [1].
قال أبو عبيدٍ (ت:224): «وفي هذا الحديثِ [2] حُجَّةٌ لمن ذهب بالقرآنِ إلى كلامِ العربِ، إذا لم يكنْ فيه حلالٌ ولا حرامٌ [3]، ألا تراهُ يقولُ: هو في كلامِ العربِ: دَلَكَتْ بَراحِ.
وقد رُوِيَ مثلُ هذا عن ابنِ عباسٍ.
قال: حدثني يحيى [4]، عنْ سفيانَ [5]، عن إبراهيمَ بنِ المهاجرِ [6]، عنْ مجاهدٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، قال: كنتُ لا أدري ما فاطرُ السَّماوات؟ حتى أتاني [1] غريب الحديث، لأبي عبيد، تحقيق: د. حسين محمد شرف (5:410).
وقوله: «براح»، لم تُضبط في النسخة، ويظهر أنها بفتح الباء وكسر الحاء (بَرَاحِ) على وزن (حَذَامِ) على أنها اسم من أسماء الشمس. والذي يُؤنِسُ بذلك ما ورد عن شيخه ابن مسعود رضي الله عنه، ويحتمل أن يكون أخذه عنه. ينظر قول ابن مسعود رضي الله عنه في: تفسير الطبري، ط: الحلبي (15:134). [2] يعني أثر أبي وائل، وقد رواه هكذا: «في حديث أبي وائل في قول الله عزّ وجل: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78]، قال: دلوكُها: غروبُها، قال: وهو في كلامِ العربِ: دلكتْ براح». غريب الحديث (5:410)، وشَكَّلها المحقِّقُ بكسر الراء، ويظهرُ أنها ليست كذلك، بل بفتح الراء، كما سبق. [3] هذا القيد: «إذا لم يكن فيه حلال ولا حرام» غير واضحٍ المرادُ منه، فإذا كان يقصد أنه لا يرجع إلى لغة العرب في فهم الحكم الشرعي مطلقاً، فهذا غير صحيحٍ؛ لأن الصحابة اختلفوا في بعض الأحكام الفقهية بسبب اختلاف مدلول اللفظ في لغتهم؛ كاختلافهم في القُرْءِ هل هو الحيض أو الطهر؟ واختلافهم في الدلوك هل هو الزوال أو الغروب؟
وإن كان يقصد أن اللغة لا تستقلُّ بفهم الحكم الشرعي، بل لا بد من الرجوع إلى تفسير الشارع، فهذا صحيح، والله أعلم. [4] يحيى بن سعيد، أبو سعيد القطان البصري، ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة، توفي سنة (198). ينظر: تقريب التهذيب (ص:1056). [5] سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري. إمام، حجة، ثقة، حافظ، وقد تقدمت ترجمته. [6] إبراهيم المهاجر بن مسمار، ضعيف. ينظر: تقريب التهذيب (ص:116).
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 155