اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 138
ثالثاً: أسلوبُ التَّفسير اللَّفظيِّ عند اللُّغويِّين:
وأمَّا أسلوبُ التفسيرِ اللَّفظيِّ، فإنه بارزٌ بروزاً لا يخفى على منْ يقرأُ في كتبِ اللُّغويِّينَ، بل كانَ هذا منْ أصولِ بحثهم في القرآنِ. وقد كانتْ طريقةُ إيرادِهم له كطريقةِ السَّلفِ، وإليك بيانُ ذلك بالأمثلةِ:
الأول: أنْ يُفسِّروا اللَّفظَ، دونَ أنْ يستشهدوا لهذا التَّفسيرِ:
منْ خلالِ ما كتبَهُ اللُّغويُّونَ في هذا، فإنَّه يظهرُ أنه كانَ الأغلبَ على تفسيرِهم اللُّغويِّ، حيث كانوا يُورِدُونَ معنى اللَّفظِ دونَ ذِكْرِ الشَّواهدِ على ذلك، وقد كان هذا الأسلوبُ غالباً على كتبِ غريبِ القرآنِ. ومن أمثلةِ ذلك في كتبِ اللُّغويِّينَ:
1 - في قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} [الكهف: 8]، قال الفرَّاءُ (ت:207): «وقوله: {صَعِيدًا}؛ الصَّعيدُ: التُّرابُ. والجُرُزُ: أنْ تكونَ الأرضُ لا نباتَ فيها، يقال: جُرِزَتِ الأرضُ، وهي مَجْرُوزَةٌ، وجَرَزَهَا الجرادُ أو الشَّاءُ أو الإبلُ، فَأَكَلْنَ ما عليها» [1].
2 - وفي تفسير لفظِ المهادِ من قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]، قال أبو عبيدةَ (ت:210): «الفراش» [2].
3 - وفي تفسير لفظِ يؤوده، قال الأخفشُ (ت:215): «وقال: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255]؛ لأنه من آدهُ يؤودُه أوْداً، وتفسيرُه: لا يُثْقِلُهُ» [3]. [1] معاني القرآن، للفراء (2:134)، وينظر فيه: مدَّ (ص:58)، الأرحام (ص:91)، أربى (ص:113)، باخع (ص:134)، وغيرها. [2] مجاز القرآن، لأبي عبيدة (1:71)، وينظر فيه: آسى (ص:222)، نمد لهم (ص:223)، تستفتحوا، فئتكم، تولوا (ص:245)، وغيرها. [3] معاني القرآن، للأخفش (1:196)، وينظر فيه: فصرهنَّ (ص:199)، أحسَّ (ص:221)، ودَّوا (ص:232)، تُصعدون (ص:236)، يغل (ص:239)، نفقاً (ص:298)، وغيرها.
اسم الکتاب : التفسير اللغوي للقرآن الكريم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 138