اسم الکتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا المؤلف : الطرهوني، محمد بن رزق الجزء : 1 صفحة : 97
تلمسان كما سيأتي إلا أنها انبعثت من جديد على يد أبي حمو موسى الثاني سنة760 هـ، وظل أمرها قائما حتى كثر النزاع بين ملوكها وانتشرت الفوضى وانتهى الأمر باستيلاء الأتراك عليها عام 1554 م [1].
واستعد الأسبان لمهاجمة الجزائر فاحتلوا ميناء المرسى الكبير عند وهران ثم أسقطوا وهران ثم بجاية ثم شرشال وعنابة وذلك في أواخر الدولة الزيانية واضطر الجزائريون إلى عقد صلح مع الأسبان قضى بتسليم الأسبان جزيرة هامة بنوا فيها حصنا لهم هدد مدينة الجزائر نفسها سموه البيتون، واضطرت عدة موانىء أخرى أن تعترف بسلطان الأسبان الذين استولوا أيضا على طرابلس سنة 1515 م وانحصرت مقاومة الجزائريين في العمليات البحرية، وأثناء تنافس اثنين من بني زيان على السلطة في آخر عهد بني زيان استنجد أحدهما بالأسبان 1518 م بتلمسان، واستنجد الآخر بـ (عروج) الذي كان قد أعلن نفسه سنة 1504 م أميرا على الجزائر بعد أن استطاع تثبيت سلطانه بها ثم شرع يبسط نفوذه على المناطق المجاورة حتى نجح في الاستيلاء على تلمسان وقضى على الأسرة الزيانية، وتخوف الأسبان من انتصاراته المتتالية وتمكنوا من قتله بعد محاصرته في مدينة شورا سنة 924 هـ فتسلم أخوه خير الدين الملقب (بارباروس) أي ذي اللحية الشقراء الأمر من بعده فأعلن ولاءه للسلطان العثماني، فأرسل له جيشا يشد من أزره ومنحه لقب (بيكلربك)، وأصبح واليا من ولاة الأتراك واستطاع أن يطرد الأسبان من كثير من الثغور حتى من حصن البيتون، وأصبحت الجزائر منذ ذلك الوقت ولاية عثمانية حتى سقطت في يد الفرنسيين سنة 1830 م [2].
حكم العثمانيين للجزائر وينقسم إلى ثلاثة أدوار:
دور الولاة الملقبين بيكلربك (يعني أمير الأمراء بالتركية) 1518 - 1587 م:
بدأ هذا الدور من ولاية خير الدين الذي حاول الأسبان التخلص منه عن طريق حملة نزلت في الجزائر، فهزمها هزيمة منكرة واستطاع تحقيق عدة [1] ابن خلدون 7/ 161. [2] انظر: صفحات من تاريخ مدن الجزائر ص: 42 ومابعدها، إتحاف أهل الزمان 2/ 9 ومابعدها، تاريخ الجزائر الحديث ص: 26.
اسم الکتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا المؤلف : الطرهوني، محمد بن رزق الجزء : 1 صفحة : 97