اسم الکتاب : الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات المؤلف : النيرباني، عبد البديع الجزء : 1 صفحة : 79
أدغمن في الضاد لما كانت كذلك، وكما يدغم بعضهن في بعض.» «1»
وأما الفاء فلحق الصوت بها مخرج الثاء، قال أبو علي:
«فأما إدغام الكسائي الفاء في الباء في نَخْسِفْ بِهِمُ [2] [سبأ 9]، فإن إدغام الفاء في الباء لا يجوز، وإن جاز إدغام الباء في الفاء، وذلك أن الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، وانحدر الصوت بها إلى الفم حتى اتصلت بمخرج الثاء، حتى جاء مثل: الجدث والجدف، والمغافير والمغاثير [3]، فتعاقبا على الحرف للمقاربة التي بينهما، فلما اتصلت بمخرج الثاء صارت بمنزلة حرف من تلك الحروف، فلم يجز إدغامها في الباء، لأنه لمّا اتصل بما ذكرنا صار بمنزلة حرف من ذلك الموضع، فكما أن ذلك الحرف الذي اتصل الفاء به لا يدغم في الباء، كذلك الفاء لا تدغم في الباء.» [4] «5»
- الانحراف:
- المنحرف هو اللام وحده [6]، وعند ابن أبي مريم أنه سمّي بذلك، «لأن اللسان ينحرف فيه مع الصوت ويتجافى في ناحيتي مستدق اللسان عن اعتراضه
(1) الحجة (ع): 5/ 341، وانظر المصدر نفسه: 1/ 55، 130؛ والموضح: 2/ 929. وأما الضاد فسبق حديث أبي علي عنها في إدغام التاء في الضاد من قوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً، وانظر الموضح: 3/ 1083 - 1084. [2] قراءة حمزة والكسائي (يخسف بهم) بالياء. [3] انظر معاني القرآن: الفراء، تحقيق: محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي، عالم الكتب، بيروت، ط 3، 1983 م، ص 1/ 41. والمغافير: جمع مغفار ومغفور، وهو صمغ يسيل من شجرة الرّمث والعرفط، وهو حلو يؤكل، غير أن رائحته ليست بطيبة. [4] الحجة (ع): 6/ 8، وانظر إعراب السبع: 2/ 210، والحجة (خ): 292، والمحتسب:
1/ 106، والكشف: 1/ 156، والمفاتيح: 336، والموضح: 3/ 1044.
(5) انظر الكتاب: 4/ 448. [6] ومنهم من جعل الانحراف في اللام والراء. انظر الرعاية: 107، والنشر: 1/ 204.
اسم الکتاب : الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات المؤلف : النيرباني، عبد البديع الجزء : 1 صفحة : 79