اسم الکتاب : الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 311
(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ) [1] «إنه يدل على قولنا في اللطف لأنه بين أنه يفعل بكل واحد ما هو أصلح».
1 - ويرى الحاكم في الآيات الدالة على الحساب وأن أعمال الإنسان مكتوبة عليه، وفي الآيات الدالة على الوعد والوعيد: أنه تعالى إنما ذكرها لطفا للمكلف حتى يحمله على الطاعة، وينأى به عن المعصية، كما يرى ذلك فيما يبدو في جميع الآيات التي عرضت لمشاهد القيامة في القرآن. قال في قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ) [2] انه يدل على أن للعباد حفظة يكتبون أعمالهم. قال: «وفيه لطف للمكلفين يمنع عن المعاصي». [1] الآية 62 سورة العنكبوت، ورقة 70/ و. وقد ذهب الحاكم- فعل القاضي والشيخين- إلى أن من المكلفين من لا لطف له. ومسائل اللطف عندهم كثيرة بسطها القاضي في المغني وفي المحيط بالتكليف، وعرض لها الحاكم وابن المرتضى وغيرهما من أعلام الزيدية. وأشار الحاكم إلى بعضها في تفسيره، ومن أهم ما أشار إليه فيه أن اللطف لا يجوز أن يتقدم على التكليف بزمن، قال في قوله تعالى:
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) إن قوله «على الإنسان» يدل على أنه يسمى إنسانا إذا كان مصورا وإن لم يكن فيه حياة.
ويدل أنه كان مدة شيئا غير مذكور» فالفائدة فيه لطفا للمكلفين.
ثم قال: «ومتى قيل: هلا قلتم إنه يكون لطفا له؟ قلنا: [لا] لأن اللطف لا يجوز أن يتقدم على التكليف بأوقات لأنه يصير في حكم المنسى، وإنما اختلفوا هل يتقدم الفعل أم لا؟ فعند أبي هاشم يجوز إذا لم يكن في حكم المنسي، وعند أبي علي لا يجوز». انظر التهذيب، ورقة 126/ و. [2] الآية 11 سورة الانفطار، ورقة 137/ و.
اسم الکتاب : الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير المؤلف : عدنان زرزور الجزء : 1 صفحة : 311