responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث في علوم القرآن والحديث المؤلف : حسن أيوب    الجزء : 1  صفحة : 37
الحكمة الثالثة مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها
فكلما جد منهم جديد، نزل من القرآن ما يناسبه، وفصل الله لهم من أحكامه ما يوافقه، وتنتظم هذه الحكمة في أمور أربعة:
أولها: إجابة السائلين على أسئلتهم عندما يوجهونها إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم سواء أكانت تلك الأسئلة لغرض التأكد من رسالته كما قال الله تعالى في جواب سؤال
أعدائه إياه: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [سورة الإسراء آية: 85] وقوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً [سورة الكهف آية: 83] ... إلخ.
الآيات في هذا الموضوع من سورة الكهف، أو كانت لغرض معرفة حكم الله كقوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [سورة البقرة آية: 219]. وقوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ [سورة البقرة آية: 220].
ولا ريب أن تلك الأسئلة كانت ترفع إلى النبي صلّى الله عليه وسلم في أوقات مختلفة وعلى نوبات متعددة.
ثانيها: مجاراة الأقضية والوقائع في حينها ببيان حكم الله فيها عند حدوثها ووقوعها. ومعلوم أن تلك الأقضية والوقائع لم تقع جملة، بل وقعت تفصيلا وتدريجا فلا مناص إذا من فصل الله فيها بنزول القرآن على وفقها تفصيلا وتدريجا.
والأمثلة على هذا كثيرة، منها قول الله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ إلى قوله: أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [سورة النور آية: 11 - 26].
ومن الأمثلة أيضا قوله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ... إلى قوله:
وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ [سورة المجادلة آية: 1 - 4].
وهن ثلاث آيات نزلت عندما رفعت خولة بنت ثعلبة شكواها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أن زوجها أوس بن الصامت ظاهر منها، وجادلت الرسول بأن معها صبية صغارا إن ضمتهم إلى زوجها ضاعوا، وإن ضمتهم إليها جاعوا.
ثالثها: لفت أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم التي يخطئون فيها وإرشادهم إلى الصواب في الوقت نفسه. ولا ريب أن تلك الأغلاط كانت في أزمان متفرقة، فمن الحكمة أن يكون القرآن النازل في إصلاحها متكافئا معها في زمانها.
اقرأ إن شئت قوله سبحانه: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ [سورة آل عمران آية: 121] إلى آيات كثيرة بعدها، وكلها نزلت في غزوة أحد إرشادا

اسم الکتاب : الحديث في علوم القرآن والحديث المؤلف : حسن أيوب    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست