ذكر في هذا البيت أحكام المد الثلاثة وهي: لازم وواجب وجائز.
قوله: (وهو) أي المد. (وقصر ثبتا) أي أن النوع الثالث جائز فيه المد والقصر، والاثنان ثابتان بالتواتر.
والمد لغة: الزيادة، قال الله تعالى: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال} [نوح: 12] أي: يزدكم.
واصطلاحًا: إطالة الصوت عند النطق بالحروف المدية (أي حروف المد واللين أو حرفي اللين)، وحروف المد ثلاثةٌ تجمعها كلمة (واي)، وهي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف الساكنة المفتوح ما قبلها (ولا يأتي ما قبل الألف إلا مفتوحًا)، وتُسمى هذه الحروف (حروف مد ولين).
أما حرفي اللين فهما الياء والواو الساكنتان المفتوح ما قبلهما، مثل [خوف - شيء].
والقصر لغة: الحبس، قال الله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72]، أي محبوسات فيها.
واصطلاحًا: النطق بالحرف من غير أي زيادة.
واعلم أن المد نوعان: أصلي (أو طبيعي) [1] وفرعي، أما المد الأصلي فهو ما لا يوجد سبب لمده، ولكنه يُمَدُّ لمجرد وجود أحد حروف المد واللين في الكلمة وسُمي أصليًا (أو طبيعيًا) لأن صاحب الفطرة السليمة لا ينقص ولا يزيده عن قدره، ولعل هذا هو الذي جعل ابن الجزري لم يذكره، أما المد الفرعي فهو الذي لا يحدث إلا بسبب مثل همز أو سكون كما سيأتي إن شاء الله. وأحكامه هي تلك الأحكام المذكورة في البيت:
فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ ... سَاكِنُ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ [1] وسُمي أيضًا (بالمد الذاتي) لأن ذات الحرف لا تتحقق إلا بالإتيان بهذا المد، ومن أمثلة هذا النوع: [قال - ناقة - كونوا - سيماهم].
اسم الکتاب : الروضة الندية شرح متن الجزرية المؤلف : محمود عبد المنعم العبد الجزء : 1 صفحة : 80