responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 39
إن الذي ذهب إليه صاحب كتاب توحيد الخالق لم يُردْه الله بكلامه ولم يفهم الصحابة ومن بعدهم من علماء المسلمين هذا الفهم الساقط الفاسد الباطل فالليل ينجلي بكليته عن الأرض بإقبال النهار وكذلك النهار بإقبال الليل كانسلاخ الحيّة من قِشْرتها وكسلخ جلد الذبيحة وذلك للملابسة فالليل يلابس ما غشاه وكذلك النهار.
والرب سبحانه يخاطب العرب بما يفهمونه، وهذا ظاهر لكل أحد، وما لنا ولتخريف الملاحدة.
أما إحالة أهل الإعجاز على مثل هذه الأمور الدقيقة التي هي أشبه بالألغاز والأحاجي فضلال، والله سبحانه يقول: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً) ففرّق سبحانه بين الليل والنهار وأنهما يتطالبان أبداً ولا يتداخلان، ومثله قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) والمراد بالتكوير الإدارة لأن السماء التي تدور فيها الشمس على الأرض على شكل الكرة بإجماع المسلمين كذلك الأرض على شكل الكرة وهذا إجماع أيضاً قبل أن يخلق هؤلاء، ومثله قوله تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) يذهب هذا فيأتي هذا.
ومما يبين بطلان ما ذهب إليه أهل الإعجاز المزعوم أن ما ذكر صاحب كتاب توحيد الخالق مبني على اعتقاد دوران الأرض الذي هو من أبطل الباطل حيث يقول: وإذا دارت الأرض سلخت حالة النهار.

اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست