اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 364
طرق هدى وهي طرق ضلالة، وغير ذلك من الأضرار التي سببها الأكبر انتحال طريق مُحْدَث لمعرفة الحق والدعوة إليه.
لقد اتسعت الفتوحات في خلافة عمر رضي الله عنه وما دعا الصحابة دول الكفر بغير الطريق التي دعا بها نبيهم لم يغيروا ولم يبدلوا لا في الدعوة ولا غيرها، وقد كان واقع الحال من اتساع الفتوحات والإنفتاح على عالَم مختلف عن عالَم الصحابة رضي الله عنهم داع للتغيير والاستحسان، ولكن الشيطان لم يقدر عليهم، وحتى لغات القوم لم يتعلموها، وقد كانت الحاجة إليها ماسّة بل نقل شيخ الإسلام في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) الكتاب العظيم الذي لم يُكتب في موضوعه مثله، ولو رجعت الأمة اليوم إلى ما فيه لوجدت عزها المفقود، ونصرها الموعود.
والمراد أن الشيخ ذكر في (ص128) نهي عمر عن تعلم رطانة الأعاجم وذكر أن هذا مما يبين ثبوت قوة شكيمته في النهي عن مشابهة الكفار والأعاجم.
ونقل الشيخ عن مالك [1] أنه قال: ونهى عمر رضي الله عنه عن رطانة الأعاجم وقال: إنها خِبٌّ [2] (ص135).
وذكر الشيخ في نفس الكتاب تحريق عمر الكتب الأعجمية وغيرها. [1] والأثر أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (9/ 234) عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب به، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 299) عن عطاء به، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 411) عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب به. [2] الخِب -بكسر الخاء- الإنطواء على اللؤم والفساد، والخَب بفتح الخاء: الرجل المفسد.
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 364