اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 304
وحسْبك أن تفتضح بما عِبْتَ به غيرك أن تستدل على غزو فضائك المزعوم بآية سورة الرحمن التي استدلالك بها يبيّن إفلاسك من أن تجد في كلام الله عز وجل ما يؤيّد هذه الشيطنة والفَرْعنة.
والآية ليس تأويلها يعني وقوعها في الدنيا وإنما في الآخرة فسياق الآيات قبلها وبعدها دالّ على ذلك، فقد قال تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) قال ابن عباس: وعيد من الله تعالى للعباد وليس بالله شغل وهو فارغ.
وكذا قال الضحاك: هذا وعيد، وقال قتادة: قد دَنا من الله فراغ لخلقه، وقال ابن جريج: أي سنقضي لكم، وقال البخاري: سنحاسبكم لا يشغله شيء عن شيء، وهو معروف في كلام العرب يُقال: لأَتفرغنّ لك وما به شغل، يقول: لآخذنّك على غِرَّتِك.
ذكر ما تقدم ابن كثير في تفسيره، وقال في قوله تعالى: (لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ) أي لا تستطيعون هرباً من أمر الله وقدره بل هو محيط بكم لا تقدرون على التخلص من حكمه ولا النفوذ عن حكمه فيكم أينما ذهبتم أُحيط بكم، وهذا في مقام الحشر، الملائكة محدقة بالخلائق سبع صفوف من كل جانب فلا يقْدر أحد على الذهاب.
(إِلا بِسُلْطَانٍ) أي إلا بأمر الله (يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلاَّ لا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ).
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 304