responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 295
خلقهم وهو أعلم بمن يصلح للهدى ممن لا يصلح وهو حكيم في كل ما يفعل.
والإحتجاج بالقدر مردود وهو ميزان إبليسي فقد قال إبليس: (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) أما آدم عليه السلام فقال: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فمن احتج بالقدر على معصيته إلتحق بإبليس، ومن أقرّ بظلمه لنفسه إلتحق بأبيه آدم عليه السلام، لأن القدر يؤمَن به ولا يُحْتج به فقوله: لماذا لم يمنعني؟.
يُقال: الرب سبحانه لم يُجْبرك حتى تقول: لماذا لم يمنعني؟ بل أعطاك إرادة واختياراً ففعلت ما فعلت بإرادتك واختيارك، صحيح أن إرادتك واختيارك كل ذلك مخلوق، ولكنه يُخرجك من أن تكون مُجْبراً على فعلك، والقدر سِرّ الله في خلقه، وقد اسْتأثر منه بعلمٍ ما اطّلع عليه ملَك مقرّب ولا نبي مُرْسَل.
ولو كنتَ صادقاً في عبوديتك لإلهك الحق لعلمتَ أنه لا يَتَوَجّه إليه الاعتراض، فهو سبحانه أحكم الحاكمين.
وهو سبحانه أراد إرادة كونية قدرية أن تفعل الشر لعلمه فيك السابق وحكمته التي يضع فيها الشيء مَوْضعه.

اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست