اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 291
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق: وقد يسأل مرتاب قائلاً: إذا كان الله قد علم أني سأفعل شراً لماذا لم يمنعني عنه؟.
ثم قال: والجواب: لو عرف هذا المغرور حقيقة طلبه لكف عن الطلب، ولعَلِم بسخف اعتراضه على خالقه الحكيم.
إن السائل لهذا السؤال يريد من الله أن يجبره على فعل الخير، وترك الشر، ومعنى ذلك: أن يسلب الله الإنسان أهم الخصائص الإنسانية، وهي خاصة الإرادة التي تفعل بها ما تشاء لأن الله إذا أرغم الإنسان على فعل الخيرات، وترك الشرور، فذلك معناه: سلب الإرادة والاختيار وتحويل الإنسان إلى آلة كالجماد الذي يتحرك دون إرادة منه أو تدبير، ولقد كرَّم الله بني آدم بمنحهم الإرادة وحرية الاختيار، وإن كان سبحانه يعلم ما سيفعل الخلق إلا أنه لم يشأ أن يعذبنا على ما يعلم منا، بل شاءت إرادته أن يكون الجزاء بعد فترة يظهر فيها العمل، وتشهد به الأرض والملائكة والجوارح والثقلان بما لا يبقى معه أي سبيل للإنسان إلى تكذيبه أو إنكاره، وهل يستطيع كافر اليوم أن ينكر أنه يمارس أعماله بغير إرادة منه؟! وهل يستطيع كافر أن ينكر علم الخالق بما خلق؟ (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [1]. [1] الملك، آية: 14.
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 291