اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 182
تزعمون أن هذا يدلّ على الله ويَهْدي إليه، والشر لا يأتي بالخير، كيف تُرْجى هداية عن طريق ضلالة، إنه يُجنى من الشوك العنب.
أما من نُفِخَ بِصورهم وأنهم أسلموا وأنهم عرفوا الخالق وأنهم يعني عن طريق هذه العلوم والكشوف فهؤلاء بين أمور هي:
الأول: ذكر أهل العلم من السلف أن المتكلمين بما معهم من الحق رغم ضلالهم ينتفع بهم البعيد عن الإسلام حيث يقرّبونه إليه لكن من أراد سلوك الصراط المستقيم عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يقطعونه، فتأمل هذا فقد ضلّ بسبب عدم معرفته أو عدم المبالاة بما يؤول إليه خلائق.
الثاني: أن غاية كثير منهم الإقرار بالخالق وأن للكون مدبّر وهذا الإقرار لا يُدخل في الإسلام فإن المشركين يقرّون بهذا.
الثالث: اغترار هؤلاء بأن طُرق قومهم ضلال لعدم إثبات الخالق فقط فتبقى هذه النظريات الضالّة المضلّة عندهم صحيحة وعلم يدل على الله ويهدي إليه وأن ضلال من ضَلّ من قومهم فقط لعدم إثباتهم الخالق، فتكون هذه النظريات وسائل للدلالة على الله وهي من أعظم ما يُبعد عنه كما أنهم هم يضلون بمتابعتها.
الرابع: إضلال المسلمين وغِشّهم بتحسين هذه الطرق ومدحها فيحصل الضلال.
اسم الکتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 182