اسم الکتاب : الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها المؤلف : الهذلي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 24
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كتاب فضائل القرآن
يقولُ القرآن: ثم قال في خبرٍ آخر: بينما أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظنت أن فرسي أطلق، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصاييح مدلاة بين السماء والأرض ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: اقرأ يا أبا عتيك فقال: يا رسول اللَّه ما استطعت أن أمضي، فقال رسول اللَّه: تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة إما إنك لو مضيت لرأيت العجائب [1]، وفي بعض الخبر: ذلك ملك يستمع القرآن، وفي بعض الخبر: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم ثم قال: اقرأ يا أسيد فقد أوتيت من مزامير آل داود، وافتخر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن قال: أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي وأعطاني رَبِّي عز وجل المفصل نافلة [2]، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: من لم يتغن بالقرآن فليس منا [3]، وروى أنه قال: من أعطي القرآن ورأى أن أحدًا أغنى منه إلا وهو أعلم منه فلا أغناه الله [4]، وروى أنه قال: استذكروا فهو أشد تفصيًا في صدور الرجال من النعم فى عقلها [5]، فكيف وقد قال اللَّه تعالى: (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) حتى روى عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ ذنبًا أعظم من آية أو سورة حفظها رجل ثم نسيها [6] هذا وأمثاله كثير ولو اشتغلنا بجمعه لانقطعت الأحقاب ولم يتم الكتاب. [1] أخرجه ابن حبان (779)، والحاكم (2035)، والطبراني في الكبير (566)، وغيرهم. [2] أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير رقم (525). [3] أخرجه البخاري (7089)، وأبو داود (1469، 1471)، وأحمد في مسنده (2476، 1512) بغير هذا اللفظ وهو ليس منا من لم يتغن بالقرآن. [4] لم أقف على تخريجه فيما لدي من مصادر. [5] أخرج نحوه البخاري (4746)، وأحمد (4020)، والطبراني في الكبير (10347). [6] أخرجه أبو داود (461)، والترمذي (21916).
اسم الکتاب : الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها المؤلف : الهذلي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 24