اسم الکتاب : الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها المؤلف : الهذلي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 132
(مُبِينٌ) قلت: أَتقتلوا يوسف؟ قلت: أنا كأن اللَّه ليس له إلا غراب واحد كأن الباعث غير اللَّه ولو كان كذلك ب؛ لقال اللَّه غراب يرتفع بما عاد من الصفة ثم قلت: إذا قلت: نبي اللَّه، فقد صدقت اليهود؛ لأنا نحن نقول: إن عزير نبي اللَّه، واللَّه تعالى كذبهم بقوله: (ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) ثم قلت: اللَّه يقول فيما يفوه به إخوة يوسف: (اقْتُلُوا يُوسُفَ) وأنت تستفهم ممن استفهموا من أبيهم أم من بعضهم فبهت وانقطع، وأخرج من المجلس، وظن أنه أتى بشيء، فصار وبالًا عليه هذا لقلة علمه، واعلم أنه يقع التمييز في الوقف وإن كان في الإعراب لا يجوز كقوله تعالى: (وَتُوَقِّرُوهُ) يقف ليفرق بين ما يجب للرسول وبين ما يجب للَّه إذا التسبيح لا يجب إلا للَّه وهكذا (يُؤمِنُ بِاللَّهِ) ثم يبتدئ (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وشبيه ذلك كثير وهكذا يقف على (قال) ثم يبتدئ (اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) يميز بين ما ارتفع بالمبتدأ وبين الفعل قال: علقمة قال ابن مسعود: العدد مسامير القرآن، وأنا أقول الوقف مسامير القرآن ودسره.
قال أَبُو حَاتِمٍ: من لم يعلم الوقف لم يعلم ما يقرأ، قال علي رضي اللَّه عنه: التنزيل معرفة الوقوف وتحقيق الحروف، وهذا القرآن نزل باللغة العربية والوقف والقطع من حليتها فأداء الوقف حلية التلاوة وتحلية الدراية، وزينة القارئ، وبلاغة التالي، وفهم المستمع، وفخر للعالم إذا ثبت ذلك فلابد من معرفة ما يبتدأ به ويوقف عليه اعلم أن: " أن " يبتدأ بها في أربعة مواضع قوله: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ)، (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ)، (وَأَنْ تَصَدَّقُوا)، (وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ)؛ لأن معناها المبتدئ وغيرها لا يبتدأ بها، واختلف في قوله: (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ)، ولا يبدأ بأن (لمن) الثقيلة المفتوحة، (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ)، و (أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ) ويبتدأ بـ (أنَّ) الثقيلة المكسورة إلا في مواضع الإبهام قوله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا) ثم يبتدأ (إِنَّ اللَّهَ) قوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا) في المائدة في الثلاثة المواضع وهكذا قول اللَّه (وَاللَّهُ يشهَدُ) ثم يبتدئ فيقول (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ) وهكذا (يشَهَدُ) ثم يقول (إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) وهكذا (نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ) وشبه ذلك وأن الشرط يجوز الابتداء بها؛ لأن الشرط يلي صدر الكلام وهكذا من، ومهما، وأينما، وأين، وكيف، وأنا، وحيث؛ لأن فيها كلها معنى الشرط وأي وأياما
اسم الکتاب : الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها المؤلف : الهذلي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 132