اسم الکتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 378
صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرأها وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف، فهي توهم أن القراءة الأخرى غير ثابتة، وأن الرسم ليس بمجمع عليه.
والجواب:
1 - أن هذه الرواية في سندها إسماعيل المكي وهو ضعيف [1] فلا تعارض القطعي الثابت بالتواتر، ولا يثبت بها قرآن، حتى ولو كانت صحيحة.
2 - هذه الرواية على فرض صحتها لا تفيد إنكار القراءة الثابتة التي أجمع عليها السبعة، وهي: يُؤْتُونَ ما آتَوْا [2] وقولها: إن رسول الله كان يقرأ بها وكذلك أنزلت، لا ينافي أن تكون القراءة المتواترة منزلة، وقرأ بها النبي ولا سيما وهي المتواترة التي أجمع عليها القراء السبعة، وأما القراءة الأخرى التي وافقت السيدة عائشة السائل على استحسانها فهي غير متواترة ولا يثبت بها قرآن، وقد ذكرت في بعض كتب الحديث؛ ولكن لم يروها القراء من طرقهم [3] ولعلها مما نسخ من القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو مما ترك عند جمع القرآن لعدم ثبوتها وتواترها، وأما قولها: إن الهجاء حرف فالمراد بالحرف اللغة أي: القراءة الثابتة لغة، ووجه من وجوه الأداء للقرآن، ولا يصح أن تريد من الحرف الخطأ والتحريف إذ اللغة لا تشهد له.
الشبهة الثانية عشرة:
قالوا: روي عن خارجة بن زيد أنه قال: قالوا لزيد: يا أبا سعيد أوهمت إنما هي: ثمانية أزواج من الضأن اثنين اثنين، ومن المعز اثنين اثنين، ومن الإبل اثنين اثنين، ومن البقر اثنين اثنين، فقال: لا، إن الله تعالى يقول: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) فهما زوجان كل واحد [1] تفسير ابن كثيرة والبغوي ج 6 ص 26. [2] القراءة المتواترة من الإتيان وهو الإعطاء، أي: يعطون ما أعطوا، وأما الثانية فمن الإتيان بمعنى الفعل أي: يفعلون ما يفعلون. [3] تفسير الآلوسي ج 17 ص 44.
اسم الکتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 378