responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 221
لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ [التوبة: 43] الآية، ومثل آية التيمم التي في سورة النساء فإنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره [1]، وهو منصرفه صلى الله عليه وسلم والجيش من غزوة بني المصطلق.
الثالث: المكي: ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني: ما وقع خطابا لأهل المدينة، ويحمل على هذا ما نقل عن ابن مسعود أنه قال: ما كان في القرآن- يا أيها الذين آمنوا- أنزل بالمدينة، وما كان يا أيها الناس فبمكة. وما نقل عن ميمون بن مهران التابعي الجليل أنه قال: ما كان في القرآن يا أيها الناس أو يا بني آدم فإنه مكي، وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدني، وهذا الاصطلاح لوحظ فيه المخاطب، ويرد على هذا الرأي أن التقسيم عليه غير حاصر فهنالك آيات كثيرة جدّا في القرآن الكريم ليس فيها يا أيها الناس ولا يا أيها الذين آمنوا كما يرد عليه أنه غير مطرد؛ إذ هو منقوض بسورة «البقرة» المدنية وفيها يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ وبسورة «النساء» المدنية ومفتتحها يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ وبسورة «الحج» [2] فإنها مكية عند جماعة من العلماء وفي أواخرها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) [سورة الحج:
77].
قال الإمام الرازي في تفسيره [3] تعقيبا على هذا الاصطلاح الأخير: قال القاضي: إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلّم وإن كان السبب فيه

[1] الإتقان ج 1 ص 18.
[2] اختلف في هذه السورة فقيل إنها مكية إلا هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ إلى ست آيات لأنها نزلت بعد بدر في المتبارزين يوم بدر: حمزة، وعبيدة، وعلي بن أبي طالب، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وقيل مدنية إلا قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ الآية وقيل هي مختلطة فيها مكي ومدني وهو قول الجمهور وعلى القائلين بأنها مكية أن يستثنوا أيضا قول الله تعالى:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا الآيات؛ لأن فيها الإذن بالجهاد وهو لم يشرع إلا بالمدينة قطعا فالاعتراض بهذه السورة إنما يتجه على القول الأول.
[3] ج 1 ص 302.
اسم الکتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست