اسم الکتاب : المشترك اللفظي في الحقل القرآني المؤلف : عبد العال سالم مكرم الجزء : 1 صفحة : 64
حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ [1] فهذه الآية الأخيرة أنزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أنّه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثماني عشرة سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، وهم يريدون الشام في التجارة، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدّين، فقال له: من الرّجل الذي في ظلّ السّدرة؟
فقال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: هذا والله نبيّ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلّا محمد نبيّ الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتّصديق، فكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره وحضوره.
نبّىء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة- أسلم وصدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ أربعين سنة قال: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ .. الآية [2] وبعد، فمن خلال هذا المنهج تبين لنا أن الرجل كان متبحّرا في تفسير القرآن، واستيعاب معانيه، ومعرفة أسباب نزوله.
ولقد عرف له هذه المكانة رجال العلم في عصره، وما بعد عصره فالشافعيّ يقول: «من أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل ابن سليمان.
وقال عبد الله بن كثير: «ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من مقاتل» وقال حمّاد بن أبي حنيفة: مقاتل أعلم بالتفسير من الكلبيّ. (3) [1] الأحقاف: 15، وانظر الأشباه والنظائر: 183 - 184. [2] انظر أسباب نزول القرآن للواحدي: 402.
(3) انظر ما سبق.
اسم الکتاب : المشترك اللفظي في الحقل القرآني المؤلف : عبد العال سالم مكرم الجزء : 1 صفحة : 64